Kitab al-Istigatat
كتاب الاستغاثة
ويقول أحدهم إن مشاهدة العارف المنتهي في القربة لحكم الله الذي هو مشهد مشيئته العامة لم يدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة
وقد يقول أحدهم هذا العارف يكون الجمع في قلبه مشهودا والفرق على لسانه موجودا
ومرادهم بالجمع شهود القدر وهؤلاء غاية تحقيقهم شهود التوحيد الذي أقر به عباد الأصنام فإن عباد الأصنام من العرب كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه كما أخبر الله عنهم في القرآن في غير موضع كقوله {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون}
وقال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله}
Page 352