Kitāb al-Istighātha
كتاب الاستغاثة
فهذا تخصيص له ينفي ذلك وهو من أصدق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ومن صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما قاله فهو مؤمن ليس بكافر فإذا قال قائل الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغني عن بنته ولا عمه ولا عمته من الله تعالى شيئا فكيف من دونهم كان هذا من أحسن الكلام وأصدقه
ويقال ثالثا قول القائل عن مخلوق إنه لا يضر ولا ينفع تارة مريد به نفي الاستقلال بذلك على سبيل توحيد الربوبية بمعنى أن ما يجري على يديه من الضر والنفع فالله هو خالقه وهو الذي يجعله فاعلا بمشيئته أو يريد أنه لا ينفع ولا يضر إلا بمشيئة الله تعالى وقدرته أو إرادته كما قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فهذا صحيح فليس في المخلوقات بهذا الاعتبار شيء ينفع ويضر إذ ليس في المخلوقات شيء ما يستقل بإحداث ضرر غيره ونفعه ولا يفعل شيء إلا بإذن الله كما ليس فيها من يعطي ويمنع بهذا الاعتبار ولا ينبغي بهذا الاعتبار كما من أسمائه تعالى المعطي المانع الضار النافع
Page 638