296

Kitab al-Istigatat

كتاب الاستغاثة

وقوله لا يكون وسيلة تريد به أن لا يتوسل به أي بذاته أو بدعائه وشفاعته أو غير ذلك فإن أردت أن الميت نبيا كان أو غير نبي لا يكون وسيلة إلى الله تعالى في طلب الإغاثة بمعنى أن يطلب منه لا يكون وسيلة في طلب الغوث منه قيل لك هذا صحيح ولم قلت إن الأمر بالعكس ومن أين لك في الشرع أن يطلب من الميت وسيلة إلى الله تعالى في طلب الإغاثة منه

بل وكذلك إن أردت أن الاستغاثة بالحي والميت لا تكون وسيلة إلى الله تعالى في طلب الغوث منه ومن أين لك أن الطلب من المخلوق يكون طالبا من الله تعالى

ومن الذي قال إن السائل بمخلوق والداعي له والمستغيث به نبيا كان المدعو أو غير نبي يكون المخلوق المستغاث به وسيلة إلى الله تعالى في ما طلب منه

وهذا أمر مخالف للعقل واللغة والشرع فمن الذي جعل الطلب من هذا وسيلة في الطلب من هذا في كل شيء وعلى كل حال

Page 624