294

Kitab al-Istigatat

كتاب الاستغاثة

الجواب الثامن وهو أنه قد ذكر المجيب في أول جوابه فقال قد ثبت بالسنة المستفيضة بل المتواترة واتفاق الأمة أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو الشافع المشفع وأنه سيد ولد آدم وأنه يشفع للخلائق يوم القيامة وأن الناس يستشفعون به فيطلبون منه أن يشفع لهم إلى ربهم فيشفع لهم وفيه أيضا تقرير ما كان أصحابه يفعلونه من التوسل به والاستشفاع به وفي الجواب والاستغاثة بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم

فإذا كانت هذه الألفاظ الصريحة فيه فلو قدر أن فيه إطلاق نفي الاستغاثة هل كان يقال إن فيه ما يقتضي نفي صلاحيته أن يكون وسيلة إلى الله تعالى في حصول الاستغاثة وقد بين فيه تقرير ما كان الصحابة يفعلونه من التوسل به والاستشفاع به وقرر فيه أن الناس يستشفعون به ويتوسلون بشفاعته في الدنيا والآخرة وأنه يستغاث به بمعنى أنه يطلب منه كما هو اللائق بمنصبه فإذا كان قد بين ثبوت هذه الأمور هل يمكن أن ينفي معها صلاحيته لبعضها

ومعلوم أن حصول أبلغ من الصلاحية له فإذا كانت هذه الأمور قد أثبتت فكيف ينفي معها الصلاحية لذلك والألفاظ بإثباتها صريحة

Page 622