Kitab al-Istigatat
كتاب الاستغاثة
وكانوا يسمون ذلك علم ما بعد الطبيعة أو علم ما قبل الطبيعة ويسمونه الفلسفة الأولى والحكمة العليا لكونهم يتكلمون فيه على الأمور الكلية العامة كالوجود وانقسامه إلى جوهر وعرض وعلة ومعلول وقديم وحادث وواجب وممكن وأما نفس معرفتهم بالله وملائكته وأنبيائه فبعيدة جدا وقد بسطنا الكلام عليهم في غير هذا الموضع
والمقصود هنا أن ما دخل في هؤلاء من دين الحنفاء الذي بعث الله به رسله فهو أقل مما دخل في الإسلام من دين اليهود والنصارى ولهذا لم يكن على عهد الصحابة والتابعين من أدخل شيئا من دين هؤلاء بل كان يوجد من ينقل عن أهل الكتاب وعلمائهم مثل كعب ووهب ومالك بن دينار ومحمد بن إسحاق ومثل ما ينقله عبد الله بن عمرو عن الكتب التي أصابها يوم اليرموك وإنما استجاز لهذا لما رواه البخاري في الصحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار»
Page 581