Kitab al-Istigatat
كتاب الاستغاثة
والثانية أن هذه الأسباب مشروعة لا يحرم فعلها فإنه ليس كل ما كان سببا كونيا يجوز تعاطيه فإن قتل المسافر قد يكون سببا لأخذ ماله وكلاهما محرم والدخول في دين النصارى قد يكون سببا لمال يعطونه ومحرم وشهادة الزور قد تكون سببا لمال يؤخذ من المشهود له وهو حرام وكثير من الفواحش والظلم قد يكون سببا لنيل مطالب وهو محرم والسحر والكهانة سبب في بعض المطالب وهو محرم وكذلك الشرك في مثل دعوة الكواكب والشياطين وعبادة البشر قد يكون سببا لبعض المطالب وهو محرم فإن الله تعالى حرم من الأسباب ما كانت مفسدته راجحة على مصلحته وإن كان يحصل به بعض الأغراض أحيانا
وهذا المقام مما يظهر به ضلال هؤلاء المشركين خلقا وأمرا فإنهم مطالبون بالأدلة الشرعية على أن الله عز وجل شرع لخلقه أن يسألوا ميتا أو غائبا وأن يستغيثوا به سواء كان ذلك عند قبره أو لم يكن عند قبره والله تعالى حي عالم قادر لا يغيب كفى به شهيدا وكفى به عليما وهم لا يقدرون على ذلك بل نقول في
Page 447