108

Issues of Religious Education in Islamic Society

من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي

Publisher

دار المعرفة الجامعية

Edition Number

الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Genres

وتسميته، ويبلغ سرور أهله فيه لئلَّا يروا أنه تأذّى ببوله، فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده١.
كما كان رسول الله ﷺ يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله ﷺ وهي صبية فيصلي بها، وهي على عاتقه يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته بعد ذلك بها٢.
وقد كان رسول الله ﷺ يلاطف الصغار ويداعبهم؛ ليدخل على نفوسهم البهجة، كما كان يشفق عليهم غاية الشفقة.
رُوِيَ عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ ليخالطنا حتى يقول لاخٍ لي صغير: "يا أبا عمير: ما فعل النغير؟ " ٣، وروي أيضًا عن أنس ﵁، أن النبي ﷺ سمع صوت صببي وهو في الصلاة، فظننا أنه خفَّفَ الصلاة رحمة للصبي من أجل أن أمه كانت في الصلاة٤.
ورأى الأقرع بن حابس النبي ﷺ وهو يُقَبِّلُ ولده الحسن، فقال: "إن لي عشرةً من الولد ما قَبَّلْتُ واحدًا منهم، فقال ﵊: "من لا يرحم لا يرحم"، وقالت عائشة ﵂: قال صلي رسول الله ﷺ يومًا: "اغسلي وجه أسامة، فجعلت أغسله وأنا أنفة، فضرب يدي، ثم أخذه فغسل وجهه"٥.

١ الغزالي: إحياء علوم الدين، ج٢/ ١٩٤.
٢ النسائي: سنن النسائي، ج٢/ ٤٦، باب إدخال الصبيان المساجد، طبعة دار القلم، بيروت، لبنان.
٣ البخاري: الأدب المفرد، ص٨٣، مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز، القاهرة ١٩٧٩م.
٤ ابن أبي الدنيا: كتاب العيال، بتحقيق مسعد عبد الحميد السعدني، مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة ١٩٩٤، ص٥٤.
٥ الغزالي: إحياء علوم الدين، ج٢/ ٢١٨، باب حقوق الوالدين والولد.

1 / 111