Issues of Religious Education in Islamic Society
من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي
Publisher
دار المعرفة الجامعية
Edition Number
الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م
Genres
وتعثَّر الحسن والنبي -صلى الله عليه سلم- على منبره، فنزل فحمله، وقرأ قوله تعالى: ﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ ١. وقال عبد الله بن شداد: "بينما رسول الله ﷺ يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر، فقال:"إن ابني قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" ٢.
وفي ذلك معنًى عظيم للرفق بالولد وتعليم لأمته.
١، ٢ المصدر السابق نفسه، ص٢١٨.
مداعبة الأطفال واللعب معهم:
إن من أهم أبواب التربية الإسلامية التلطف بالأولاد ومجاراتهم في لعبهم ومداعبتهم، لإدخال الفرحة والسرور على نفوس الأطفال، إذ اللعب يفيد في تنشئة الصبيّ على الثقة بنفسه، والتعبير عن ذاتيته، وإظهار مهارته، وكان الرسول ﷺ يشجع على هذا الأمر، فقد روي عن أبي هريرة أنه قال: كان الحسن والحسين يصطرعان، ورسول الله ﷺ يقول: "هي حسن هي حسن" فقالت فاطمة: لم تقول هي حسن؟ قال -صلى الله عليه سلم: إن جبريل يقول: "هي حسين"١. كما كان الحسن والحسين يركبان فوق ظهر النبي ﷺ ويقولان: حَلْ حَلْ، ويقول النبي -صلى الله عليه سلم: " نِعْمَ البعير بعيركما"٢ وأثر عن إبراهيم النخعي٣ قوله: كانا يرخصون للصبيان في اللعب كله إلّا اللعب بالكلاب.
كما أثر عن هشام بين يحيى الغساني عن أبيه أنه قال: لا تحزنوا بنيّ، إن الفرحة تشيب الصبي.
١ ابن أبي الدنيا: كتاب الدنيا، حديث رقم ٥٨٩، ص١٣٢.
٢ المصدر السابق، حديث رقم ٥٩٩، وربما كانت كلمة: حالو يا حالو، التي يقولها أطفالنا في العيد من كلمة حل التي تقال للإبل.
٣ إبراهيم بن يزيد النخعي، عالم الكوفة ومفتيها هو والشعبي في زمانهما، ت٩٦.
1 / 112