وكانت على طريقهم، وكأنهم مروا بركبهم في ليلة مظلمة، ولعلهم غزاة، فعسفت الشكلة المذكورة أولهم في عينه فقلعتها، فلم يبدو ما عنده، ولعله أستعاب أن يقول عسفتني أو ضربتني في عيني أو نحو ذلك، فيكون دليلًا على ضعف بصره أو غباوته، فيعيبه أصحابه، فسكت وتلاها الثاني والثالث والرابع والخامس وهكذا .. فكانوا كلهم على طريقة أولهم، حتى ظهر ذلك بعد حال، وأقروا به حين علموا بأن كلا مصاب، فلا يعيب أحد أحدًا، فضرب بهم المثل المذكور، وهو من الأمثال الشائعة (^١) ومنازلهم بني شكيل سيفهم، وهي مركزهم المهم، وهي محط رحالهم، وتقع بالقرب من الغافات، بلاد بني هناة، وكلاهما شرقي جبل الكور المعروف لدى الكل. وأكثرهم في بلد بسيا، بل هي عاصمة أمرتهم حتى اليوم، ومن بسيا الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن محمد البسيوي صاحب الجامع المشهور بجامع الحسن، وله كتاب مختصر أبي الحسن، وهذان الكتابان من أشهر الكتب الفقهية بعمان، وهو من تلاميذ العلامة أبي محمد ابن بركة المشهورة.
نسب آل عمير في النزار
ومن النزار بعمان آل عمير، فهم من عمير بن عامر بن صعصعة،
_________
(^١) وهذا مما اشتهر في ألسنة العوام، ولم يذكره التاريخ. (ص)
1 / 31