253

Intisarat

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

Investigator

سالم بن محمد القرني

Publisher

مكتبة العبيكان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ

Publisher Location

الرياض

منها النتائج الخبيثة،" ومثلي لا يغالط في الحساب" «١». فأقول: أما قول الفيلسوف:" امتحان النبي الصادق باعتبار كماله، وتعقب أفعاله. وتأمل سيرته" فهذا صحيح. ومن تأمل ذلك من نبينا محمد- ﵇ تأمل منصف، لم يجد مقالا، فإنه كان على الغاية في العدل والزهد والورع والتواضع. يعرف ذلك بالنظر في سيرته المنقولة عنه، ولسنا بصدد بيان ذلك مفصلا، إذ فيه كتب مصنفة/ من جيدها كتاب" رياض الصالحين" للنووي «٢». وأما اطراحه اللذات البدنية سوى النكاح- فكان في الغاية منه، فإنه لم ينقل عنه أنه أكل مرققا «٣»، ولا على

(١) مثل تقوله العرب لمن يريد مغالطة آخر. [انظر لسان العرب ٧/ ٣٦٣]. قلت: أخرج البخاري في المواقيت باب الصلاة كفارة، ومسلم في الإيمان باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا، حديث (٢٣١) عن حذيفة- ﵁:" وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثا ليس بالأغاليط" وهذا لفظ مسلم: والأغاليط جمع أغلوطة وهي اعتراض العلماء بصعاب المسائل التي يكثر فيها الغلط ليستزلوا بها ويستسقط رأيهم فيها. [انظر معالم السنن بهامش سنن أبي داود ٤/ ٦٦، وفتح الباري ٦/ ٦٠٦]. (٢) في نسخة (أ): للنواوي، وفي فوات الوفيات، والذيل عليها للكتبي (٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥)، ويقول ابن العماد:" بحذف الألف ويجوز إثباتها"، وترجمته تقدمت في الدراسة ص ١٧٥. (٣) مرققا: أي خبزا ملينا محسنا كخبز الجواري وشبهه، والترقيق: التليين ولم يكن عندهم مناخل. وقد يكون المرقق: الرقيق الموسع. قال ابن حجر بعد أن نقل هذا الكلام عن القاضي عياض: " وهذا هو المتعارف وبه جزم ابن الأثير، قال: الرقاق الرقيق، مثل طوال وطويل، وهو الرغيف الواسع الرقيق". [فتح الباري ٩/ ٥٣٠]. قلت: قد أخرج البخاري في الأطعمة، باب الخبز المرقق ... عن قتادة قال:" كنا عند أنس وعنده خباز له فقال: ما أكل النبي ﷺ خبزا مرققا ولا شاة مسموطة حتى لقي الله" اهـ.

1 / 267