243

Al-Intiṣār fī al-radd ʿalā al-Muʿtazila al-Qadariyya al-Ashrār

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

Editor

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

Publisher

أضواء السلف

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرياض - السعودية

سبحانه أنه لم يرد أن يطهر قلوبهم، وأخبر الله سبحانه في أهل بيت النبي ﷺ بقوله في آية أخرى: ﴿لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (^١) أخبرونا: هل ساوى الله سبحانه بين هؤلاء (^٢) اليهود الذي أنزل في شأنهم هذه الآية، وبين أهل بيت النبي ﷺ في تطهير القلوب من الشرك (^٣) واللطف والهداية. كما يساوي بينهم في الدعاء إلى الإسلام، أم (^٤) خص الله أهل بيت النبي ﷺ بخصيصة بتطهير قلوبهم من الشرك، وفضلهم بشيء لم يخص به هؤلاء اليهود وغيرهم ممن هو أعلى من اليهود ودون أهل البيت من المسلمين؟ فإن قالوا: لم يساوهم بل خص الله أهل بيت النبي ﷺ بتطهير قلوبهم من الشرك والرجس وجعل لهم مزية وفضلهم على هؤلاء اليهود على سائر المسلمين.
قلنا لهم: هذا هو الحق وأنتم الآن المصدقون لخبر الله بكتابه بقوله تعالى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ﴾ (^٥)، وبقوله: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ (^٦)، وأي فضل أفضل من الهداية إلى الإسلام والعصمة من فتنة الشيطان، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلًا﴾ (^٧)، وقال سبحانه: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ﴾ (^٨) وكان حقيقة التخصيص لأهل بيت النبي ﷺ في هذه الآية على

(^١) الأحزاب آية (٣٣).
(^٢) في الأصل (هذا) وما أثبت من - ح - وهو الأصوب.
(^٣) في - ح - (الشك).
(^٤) قوله (أم) في - ح - وليست في الأصل ولا يستقيم الكلام بدونها.
(^٥) آل عمران آية (٧٤).
(^٦) المائدة آية (٥٤).
(^٧) النساء آية (٨٣).
(^٨) النحل آية (٣٦).

1 / 260