167

في الأرض من جيف القتلى حوافره

وأي حنين أوقع في النفس وأعظم إيثارا للعاطفة، وأصدق رسما لرقة شعر المولدين من فراقية أبي الحسن علي بن زريق البغدادي، وإن لنا من سمو معاني القصيدة التالية وجزالة ألفاظها عذرا على إيرادها كلها مثالا على شعر النوابغ من أبناء هذه الطبقة:

93

لا تعذليه فإن العذل يولعه

قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه

جاوزت في نصحه حدا أضر به

من حيث قدرت إن النصح ينفعه

فاستعملي الرفق في تأديبه بدلا

من عنفه فهو مضنى القلب موجعه

قد كان مضطلعا بالخطب يحمله

Unknown page