وتفسيرها العلامة يوسف هلاوي وذلك سنة ١٨٨٤ م. تم توسع في حلها العلامة داود هايتريخ مولر في كتابه المسمى Epigraphische Denkmaeler ومعناه بالعربية مصانع الخطوط المنقوشة الذي طبع سنة ١٨٨٩ م في مدينة ويانة عاصمة النمسا وفيه اثنا عشر لوحا أي صورة من هذه الخطوط اللحيانية القديمة
٣ا - للغة العربية خارج جزيرة العرب
أما انتشار اللغة العربية في الأقاليم التي خارج جزيرة العرب فكان قد امتد قبل ظهور الإسلام إلى حوران والعراق العربي بل كان قد وصل إلى جزيرة ما بين النهرين أي الفرات ودجلة. وبالطبع يسوغ لنا بالنظر إلى هذا الانتشار في تلك الأقاليم الواسعة أن نفرض لهذه اللغة وجود اختلافات لغوية. وبالحقيقة قد جمع آهل اللغة في عصر بني العباس وما بعده هذه اللغات المختلفة وبذلوا الجهد في حصرها. إلا إن المباينات والاختلافات التي ذكروها قلّ ما ترد وقل ما يشعر بها في ما بقى إلى يومنا هذا من أقدم الآداب العربية مع إن ما اتصل إلينا من تلك الآداب القديمة هو بقايا كثيرة عائدة إلى أصحابها الذين لم يكونوا من قبيلة واحدة بل من جماهير وشعوب وقبائل متعددة. فبناءً على قلة الاختلافات اللغوية في اقدم الآداب العربية المحفوظة يصح لنا أن نحكم بأنه حتى في العهد القديم أي قبل ظهور الدعوة كانت لغة الشعر أي النظم قد بلغت على الوجه التقريبي حالة واحدة عامة في سائر الأقطار وهي الحالة الواردة في لغة القرآن الشريف التي زعم كثيرون من المؤرخين واللغويين إنها لغة كانت محصورة في قبيلة قريش.
ولم تسلم هذه الحالة العامة في الدور القديم الجاهلي للغة العربية سلامة كاملة من اختلاط الكلمات الأجنبية بها. فإن بعض الكلمات التي تتعلق بالعلم والعمران كان قد سبق في عهد الجاهلية دخولها في اللغة العربية من اللغات الفارسية والآرامية أي السريانية واليونانية. وقد ذكرها الجواليقي المتوفى سنة ٥٣٩هـ ١١٤٤م في كتابه المسمى بالمعرب من الكلام الأعجمي المطبوع في
1 / 12