أجاب: بأن هذا المنع مبني على أصلكم في التحسين والتقبيح عقلا، ونحن لا نقول به ومعلمو عند كل .. أن دخول الثواب والعقاب محال في عذا الباب فلم كان المنع مبنيا على الأصل الذي ادخلوا فيه الثواب والعقاب آجلا سبحانك هذا بهتان عظيم، وكن له في هذا الكتاب من هذا الباب وسنبينه على ما سنح لنا التنبيه عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى، وإنما قلنا أولا أن قول المعترض المذكور مبني على ذكل الخبط الفاحش؛ لأنه أحال بقوله/ وقد مر عن ابن سينا إلخ، على ما سيأتي لنا نقهل عنه في الكلام على أنه الثانية من مسألتي التنزل، وقد زعم في هذا الموضع كغيره من المواضع الآتية أن الثواب والعقاب آجلا داخلان في المعنى المتنازع فيه وثد كرره في كتابه هذا الاحتجاج بكلان ابن سينا كأنه عند نفسه قد ظفر من كلام ابن سينا بقاطع بناء منه على هذا الخبط الفاحش والبناطل المخضص ونظر إلى أن ما ذكره ابن سينا حجة على جميع العقلاء من الموالفين والمخالفين وسيأتي لنا الكلام على ما في هذا الزعم الفاسد وحسن الثقة بابن سينا في كل ما ]اتي ويدر....عظيمة، وهب أن كلامه حجة على غيره من عقلاء الإسلام وأئمة الكلام فمن الذي صرح [130] من المعتزلة بان معنى الواجب العقلي هو ما أدركه العقل وأدرك أن لفاعله في الآخرة ثوابا وحدائق واعنابا، وهب أن أحدا من الجهال الأشعرية المعتزلة غلط بهذا الباطل أو أن الأشاعرة نسبوه إليهم بطريق المؤاخذة من أين ثبت لهم أي الأشاعرة أن المعتزلة حصو الأجل بالثواب والعقاب، والعاجل بالمدح والذم، وهذه كتب المعتزلة ونصوصهم طافحة بأن الذك كالمدح غ1ا استحق استحق..... بلا انقطاع في الأولى ولا فيالأخرى، ولذا قالوا: بتأبيد العقاب.
فإن قال الأشاعرة: إنما قلنا أنهم -أي المعتزلة- قالوا: أن المدح والذم مختصا بالعاجل؛ لأن الآخرة مما لا ... باستغلال العقول حتى يحكم باستمرار المدح والذم فيها ويكونان ثابتين في الآجل كالعاجل.
قلنا لهم: هذا اعتراف منكم ببطلان ما نسبتم إلى المعتزلة من أن يقولون: بأن عقولهم باستقلالها تدرك الثواب والعقاب آجلا وكفى الله المؤمنين القتال.
ثم نقول: أن الإمام الرازي لما ستدل في محصله على جوب نصب الإمام قال ما نصه: لنا أن نصب الإمام يت1من فع الضرر على نفس فيكون واجبا.
Page 281