135
* وفيه أيضًا دليل على فقه عمر؛ من أن الجرح لما كان قد بلغ به إلى حد اليأس من الحياة أزال عنه سمة الإمامة. * وفيه جواز البكاء لما أخبر عن بكاء عائشة وحفصة وانتحابهما. * وفيه أن عائشة آثرته بما كانت تريده لنفسها لاستحقاقه له. * وفيه دليل أن الأمة الصالحة إذا دهمها الأمر الشديد خرجت من غير كمال السترة؛ ألا تسمع إلى قوله: (والنساء يسترنها)؟ * وفيه أنه جعل الأمر في ستة: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد. * وفيه أنه يجوز للرجل أن يرفأ قلب ولده بما لا يضر لقوله: (وليشهدها عبد الله وليس له من الأمر شيء). * وفيه من الفقه أن الاختيار انتهى إلى عثمان وعلي ﵄ كما آل الأمر إليهما. * وفيه أيضًا قوله: (وكان عبد الرحمن يخاف من علي شيئا)، ولا أراه إلا شيئًا يكون من نحو دعابة وما يشبهها، إذ لا يجوز أن يكون عبد الرحمن دفع الأمر عن علي ﵁ لشيء خافه على نفسه منه. * وفيه جواز سهر الليل كله لمثل ذلك الأمر الجسيم. - ٥٧ - الحديث الثالث عشر: [من رواية عبد الرحمن بن عبد القاري قال: (خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون؛ يصلي الرجل لنفسه،

1 / 173