168

Idah Fi Qiraat

الإيضاح في القراءات

Genres

وقال أحمد بن يحيى: على حرف: على شك، وهذا هو المعنى الأول، ومن ها هنا سميت حروف المعجم حروفا، وذلك أن الحرف حد منقطع الصوت وغايته وطرفه كحرف الحبل ونحوه (¬1) .

ويجوز أن يكون سميت حروف المعجم حروفا لأنها جهات للكلم ونواح كحروف الشيء وجهاته المحدقة به، ومن هذا قيل: فلان يقرأ بحرف أبي عمرو؛ لأن الحرف حد ما بين القراءتين وجهته وناحيته، ويجوز أن يكون قولهم حرف فلان: يراد به حروفه التي تقرأ، أي القارئ يؤديها بأعيانها من غير زيادة ولا نقص فيها، فيكون الحرف في هذا وهو واحد واقعا موقع الحروف وهي جماعة، كقوله -تعالى-: (والملك على أرجائها ) ]الحاقة 17[، أي: والملائكة (¬2) ، وقوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا ) ]الفجر22[، أي: والملائكة (¬3) ، وقولهم: كثر الدرهم والدينار، أي: الدراهم والدنانير، ولهذا سمى أهل اللغة ذوات المعاني حروفا، نحو من وقد وهل وبل ونحوها؛ لأنها تأتي في أول الكلام وآخره في غالب الأمر، فصارت كالحروف والحدود له ومنه قولهم لهذه البقلة الحادة: الحرف، سمي بذلك لحدته، ومنه قولهم: ناقة حرف أي: ضامرة، وتأويله أنه قد تحددت أعطافها بالضمر والهزال، وقال بعضهم: هي التي انقلبت من هزال الى سمن، وتأويل هذا القول أنها قد أنحرفت من شمال إلى يمين، وقال بعضهم: الحرف : التي كأنها حد السيف في مضائها وحدتها، وقال بعضهم: شبهت لضمرها بحرف من حروف المعجم، وهذه كلها معان متقاربة (¬4) .

Page 170