283

* وسئل بعض الحكماء عن أحلى شيء؟ فقال: النصرة على العدو بعد الهزيمة، والإستغفار بعد الحاجة، والعظة في المجالس للتائب، والغلبة للمتكلم.

(324) عن أنس، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أذنبت ذنبا.

قال: (( استغفر ربك )). قال: إني أتوب ثم أعود. قال: (( كلما أذنبت فتب واستغفر الله )). قال: إني استغفر ثم أعود. قال: (( فإذا عدت فعد واستغفر، حتى يكون الشيطان هو الحسير )).

(325) عائشة: جاء حبيب بن الحارث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إني رجل مقراف للذنوب. قال: (( فتب إلى الله يا حبيب )). قال: يا نبي الله، إني أتوب ثم أعود. قال: (( كلما أذنبت فتب )). قال: يا نبي الله، إذا تكثر ذنوبي. قال: (( عفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب )).

* جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام. فقال: يا أمير المؤمنين، عظني.

قال: يا فلان، لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، وتؤخر التوبة لطول الأمل، تقول في الدنيا قول الزاهدين، وتعمل عمل الراغبين.

* الحسن: يا ابن آدم: لا تتمنى المغفرة بغير التوبة، ولا الثواب بغير العمل، ولا تغتر بالله، فإن الغرة بالله أن تتمادى في سخطه، وتترك العمل فيما يرضيه، وتتمنى عليه مع ذلك مغفرة، فتغرك الأماني حتى يحل بك أمره، أما سمعته يقول: ?وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور?[الحديد: 14].

يا ابن آدم: اعلم أن مغفرة الله لمن أطاعه، واجتنب سخطه، وتاب عليه من الخطايا، أما سمعته، يقول: ?وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى ?[طه: 82]. اهتدى والله السبيل الأوفق، وأتبع آثار المسلمين، وسلك سبيل الصالحين.

عن ابن عيينه، قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: لا خير في الدنيا؛ إلا لأحد رجلين: محسن يزداد إحسانا، ومسيء يتداركه بالتوبة.

Page 315