Iclam Bima Fi Din Nasara
الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام
Investigator
د. أحمد حجازي السقا
Publisher
دار التراث العربي
Publisher Location
القاهرة
الْعقلِيّ وَكم أقسامه وَمَا حد الْمحَال الْعقلِيّ وَكم أقسامه فَإِذا فرغت من جَوَاب هَذِه الْمسَائِل سألناك هَل أَحْكَام الْعقل تَنْحَصِر فِي هَذِه الثَّلَاثَة أم تزيد عَلَيْهَا أم تنقص عَنْهَا ولعمري مَا يَنْبَغِي أَن تَتَكَلَّم مَعَ من لَا يعرفهَا وَأعلم على الْقطع والثبات أَنَّك لَا تعرفها وَلَا قَرَأت على من يفهمها وَإِلَّا فَالْجَوَاب وَإِن لم تجب وَإِلَّا فَيظْهر أَنَّك من دينك على شكّ وإرتياب ثمَّ نقُول كَيفَ يتجاسر عَاقل أَن يَقُول إِن علم الله تَعَالَى الَّذِي هُوَ صفته ولازم لَهُ وقديم أزلي حل فِي جَسَد إِنْسَان حَادث بعد أَن لم يكن حَالا فِيهِ وَمَعَ أَنه حل فِيهِ فَهُوَ لم يُفَارق الله تَعَالَى وَلَوْلَا الله تَعَالَى سلبكم عقولكم وإبتلاكم بظلمة التَّقْلِيد الَّذِي أفْضى بكم إِلَى مُكَابَرَة الْعُقُول وإنكار الْبِدَايَة لما وجد مثل هَذَا الْمَذْهَب مُسْتَقرًّا فِي قلب مَجْنُون فَأجرى فِي قلب غافل وَلَكِن لله تَعَالَى سر فِي أبعاد بعض الْعباد ﴿وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من هاد﴾
وَأما قَوْلك إِنَّا لَا نقُول أَن الْقَدِيم فِي الْجَوْهَر صَار حَادِثا وَلَا الْحَادِث فِي الْجَوْهَر صَار قَدِيما وَلَكنَّا نقُول صَار الْحَادِث إِلَهًا فَهَذَا القَوْل مِنْك يدل على أَنَّك تَقول بحلول الْحَادِث فِي الْجَوْهَر وإتحاده بِهِ وَلم يقل بِهَذَا قطّ أحد من الْمَخْلُوقَات وَهَذَا أشنع وأقبح وأمحل من إتحاد الْقَدِيم بالحادث وحلوله فِيهِ وَهَذَا الَّذِي ذكرت أَنه يلزمك يدل عَلَيْهِ قَوْلك وَلَا الْحَادِث فِي الْجَوْهَر صَار قَدِيما فنفيت عَن الْحَادِث الْقدَم وأبقيت عَلَيْهِ الْحُلُول فِي الْجَوَاهِر وَهَذَا بَين بِنَفسِهِ من كلامك ثمَّ هَذَا الَّذِي فَرَرْت مِنْهُ يلزمك وَذَلِكَ أَنا نقُول هَذَا الْقَدِيم الْحَال لَا يَخْلُو أَن يكون حَالا فِي ناسوت الْمَسِيح قبل خلق الْمَسِيح أَو لم يكن فَإِن كَانَ حَالا فِيهِ قبل خلقه كَانَ محالا وباطلا بِالضَّرُورَةِ فَإِنَّهُ قبل خلقه مَعْدُوم وَالْمَوْجُود لَا يحل فِي الْمَعْدُوم وَإِن كَانَ حُلُوله فِي ناسوته بعد خلقه فَقبل خلقه لم يكن حَالا فقد حدث لَهُ حُلُول وَقد صَار حَالا بعد أَن لم يكن حَالا وَيلْزم على هَذَا أَن تقوم الْحَوَادِث بالقديم وَهُوَ محَال فَإِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى حُدُوثه على مَا يعرفهُ أَرْبَاب النّظر
وَأما قَوْلك صَار الْحَادِث إِلَهًا فَكَلَام تشمئز مِنْهُ النُّفُوس
1 / 99