134

Iclam Bi Man

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى ب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)

Edition Number

الأولى،١٤٢٠ هـ

Publication Year

١٩٩٩م

بعثت بالملة البيضاء راسخة عفا بها سائر الأديان والملل أفحمت كل بليغ بالكتاب كما جادلت بالسيف أهل الجد والجدل أضحى طلوعك بالشمس الضحى أبدًا وقد غنيت عن الميزان والحمل أم التمني إذا جاءتك سائلة أرجعتها وهي في عقر مع الحمل نداك أكثره لا ينتهي أبدًا لكن أدناه أدنى من ندى السبل وعرف طيبك للكفار ضائرة مسيرة الشهر مثل الورد للجعل لصحبك الغر باق فضلهم أبدًا وفضل أمتك الزهراء لم يزل وأهل بيتك فينا رحمة نزلت أهل الطهارة عن رجس وعن وحل يا سيد المرسلين المكرمين أدم شفاعة لعبيد ضارع وجل توفي لأربع بقين من محرم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وله ثمان وثمانون سنة، كما في أخبار الأخيار وغيره. الشيخ عثمان بن داود الملتاني الشيخ الصالح المعمر حسام الدين عثمان بن داود العمري الملتاني أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فدخل مدينة دهلي في حياة شيخه، وصادف قومه يوم الجمعة فدخل الجامع الكبير للصلاة، وفيه أدرك شيخه نظام الدين المذكور فتلقاه بالبشر والبشاشة وقال له: إن من سعد بالحج فله أن يستأنف النية لزيارة النبي ﷺ، فسافر في وقته وساعته ورحل إلى المدينة المنورة وزار النبي ﷺ ثم رجع إلى دهلي، ولما سير محمد شاه تغلق الناس إلى دولت آباد رحل إلى كجرات وسكن بها. وكان عالمًا كبيرًا بارعًا في الفقه والأصول والتصوف، كان يحفظ الهداية في الفقه والبزدوي في الأصول وقوت القلوب للمكي والإحياء للغزالي في السلوك والتصوف، وكان من العشرة المجازين للإرشاد الذين استخلفهم الشيخ نظام الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، كما في سير الأولياء. وتوفي لثمان خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وسبعمائة بكجرات فدفن بها، كما في البحر الزخار. الشيخ سراج الدين عثمان الأودي الشيخ العارف الكبير سراج الدين عثمان الجشتي الأودي أحد الأولياء السالكين المرتاضين، دخل دهلي في شبابه وأدرك الشيخ نظام الدين محمدًا البدايوني. وكان حسن الصورة والسيرة ولكنه كان عاريًا عن حلية الفضائل العلمية، فتأسف الشيخ على ذلك تأسفًا شديدًا وقال: إن الشيخ الجاهل يكون لعبة للشيطان، فعزم مولانا فخر الدين الزرادي على تعليمه، وصنف له مختصرًا في التصريف سماه العثمانية باسمه، ولم يزل يجد في تعليمه ما دام في غياث بور، ثم لازم الشيخ ركن الدين الاندربتي وقرأ عليه الكافية لابن الحاجب والمفصل في النحو والقدوري ومجمع البحرين في الفقه، واشتغل بالعلم ثلاث سنين بعد وفاة الشيخ نظام الدين المذكور حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس. ثم سافر إلى بنكاله ولقد أبلغه الله تعالى من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به ثم بأصحابه من بعده خلقًا لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج عددًا، فلا ترى ناحية من نواحي الهند إلا وقد نمت طريقته وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون وبه يتبركون. مات في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. القاضي فخر الدين عثمان المليباري الشيخ الفاضل الكبير فخر الدين عثمان المليباري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضيًا بقالقوط كاليكوت لقيه محمد بن بطوطة بها وذكره في كتابه.

2 / 173