والآن نشرع في رد ما أجاب به عن إيراداتي السالفة وما خدش به بعض التقريرات السابقة سوى ما أورد على كلامي الذي أوردته على الشوكاني في رسالتي " إمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الإمام" ، فإني أتركه حذرا من تطويل الرسالة مع كونه اجنبيا عن ما هو المقصود في هذه الرسالة من المباحثة مع صاحب " الإتحاف" إظهارا للحق ودفع الإعتساف ، وسنتوجه إلى جوابه في موضع آخر مناسب له إن شاء الله تعالى ، وبالله ثقتي وعليه توكلي .
قلت : في مهمات(1) " النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير" بعدما ذكرت ترجمة ابن الهمام مؤلف " فتح القدير" وغيره ، قد ذكر بعض معاصرينا في كتابه " إتحاف النبلاء" وغيره من تصانيفه : أن ابن الهمام من المتعصبين في المذهب الحنفي ، وهو كذب وزور وحاشاه من ذلك ، فإنه من المحققين يرد على كثير من المسائل لكونها مخالفة للأحاديث من غير تعصب مذهبي .
قال في " شفاء العي" فيه نظر من وجوه شتى :
الأول : أن هذا الإيراد وارد بعينه على ذلك المعترض ، حيث قال في " الفوائد البهية" : وقد سلك يعني ابن الهمام في أكثر تصانيفه لا سيما في " فتح القدير" مسلك الإنصاف متجنبا عن التعصب المذهبي والاعتساف إلا ما شاء الله . انتهى .
بيانه إن صاحب " الإتحاف" لم يقل إلا ما قال هذا المعترض ، كيف لا ؟ وعبارته هكذا : ابن الهمام خفيت صلب بورد وفتح القدير شرح بداية استدلال بابي حنيفة بسياركوشيده اكثر مواضع جاؤه انصاف هم بميوره وجاى طريق تعصب سبرده انتهت .
Page 58