Ibrahim Katib
إبراهيم الكاتب
Genres
فقالت بلهجة من يستزيده مما يحرم عليه: لا تقل هذا يا دكتور! - ولماذا؟ إنك تعرفين إعجابى بك.
فلم يبد عليها ما يدل على الارتياح إلى إعرابه عن هذا «الإعجاب» وودت لو أنه استخدم في وصف شعوره لفظا أقوى من «الإعجاب» وقالت بلهجة أقسى مما كان ينتظر إذا اعتبرنا ما مر إلى الآن: كلا! هذا لا يليق. وأنت تعلم أنى محقة!
فدهش - وهل كان ياترى من حقه أن يدهش؟ ولم يدر ماذا أغضبها فجأة وقال: ولكن يا عزيزتي..
فقاطعته بلهجة أشد قسوة: لست عزيزة أحد من فضلك!
وكأنما آلمها أن تكون عزيزة أحد، وإن كانت هي التي حرمت نفسها هذه المزية، فحل الاكتئاب محل الغضب في أسارير وجهها الذي بدا كأنه طال فجأة، واحمرت عيناها أيضا حتى ليظن من يراها أنها حديثة عهد بالبكاء، أو أنها مشفية عليه. فلم يسعه إلا أن ينقل رجله الأخرى ويخطو الخطوة التي كان هم بها وصده عنها ما لا نعلم، وتقدم منها وكاد يلصق بها فنحت عنه وجهها ومنحته كتفا، فتناول يسراها بين راحتيه فلم تسحبها وقال وفي صوته نبرات الأسف والألم الصادقين: ولكني لا افهم! بأي شيء أسأت إليك يا عزيزتي؟ - قلت لك لست عزيزة.. عزيزتك!
فلم يفهم أيضا! وأنى له أن يطلع على ما تطوي عليه أضلاعها وهو لم يرزقه الله تلك الفطرة التي تهديه إلى اللفظ الذي يكون أوقع في نفس المرأة وأعذب في سمعها موافقة لهواها؟ وأراد أن يصلح ما فسد فزاد الطين بلة: حسن! لن تسمعي مني هذه الكلمة التي تكرهينها، فلا داعي للفتور. ولكن قولي لي كيف أدعوك؟
فسحبت يدها التى كانت قد تركتها له وقالت: ادعنى باسمى! لماذا تدعوني بغيره؟ - اتفقنا إذا ....
وابتسم، وأبى له سوء الحظ وعماه في هذه اللحظة الدقيقة التي كان يمكن أن تنعكس فيها الآية، إلا أن يزيد «يا شوشو».
فرفعت عينها في وجهه ساخطة زارية وخرجت دون أن تجيبه.
وتخلف هو برهة ثم لحق بها وهو يقول: ما أعجب أطوار النساء!
Unknown page