Ibn Taymiyya Hayathu
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
فاجاب بما قاله المفسرون في ذلك، وهو آدم وحواء، وان حواء لما اثقلت بالحمل اتاها ابليس في صوره رجل، وقال: اخاف من هذا الذى في بطنك ان يخرج من دبرك ، او يشق بطنك، وما يدريك لعله يكون بهيمه او كلبا! فلم تزل في هم حتى اتاها ثانيا، وقال لها: سالت الله تعالى ان يجعله بشرا سويا، وان كان كذلك سميه عبدالحارث. وكان اسم ابليس في الملائكه الحارث، فذلك قوله تعالى: ( فلما آتهما صلحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ) وهذا مروى عن ابن عباس!.
قال الصفدى: فقلت له: هذا فاسد من وجوه: الاول : لانه تعالى قال في الايه ( فتعالى الله عما يشركون ) فهذا يدل على ان القصه في حق جماعه.
والثانى : انه ليس لابليس في الكلام ذكر.
والثالث : ان الله تعالى علم آدم الاسماء كلها، فلا بد وانه كان يعلم ان اسم ابليس الحارث.
والرابع : انه تعالى قال: ( ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) وهذا يدل على ان المراد به الاصنام، لان (ما) لما لا يعقل، ولو كان ابليس لقال (من) التى هى لمن يعقل.
فقال (رحمه الله): قد ذهب بعض المفسرين الى ان المراد بهذا قصى، لانه سمى اولاده الاربعه: عبدمناف، وعبدالعزى، وعبدقصى، وعبدالدار. والضمير في (يشركون) له ولاولاده من اعقابه الذين يسمون اولادهم بهذه الاسماء وامثالها!.
فقلت له: وهذا ايضا فاسد! لانه تعالى قال: ( خلقكم من نفس واحده وجعل منها زوجها ) وليس كذلك الا آدم لان الله تعالى خلق حواء من ضلعه.
فقال (رحمه الله): المراد بهذا ان زوجه من جنسه عربيه قرشيه!.
قال الصفدى: فما رايت التطويل معه.
Page 80