105

أترى شيطانة من قومنا

أغوت الأملاك فهو ابن ملك؟! ... ... ... ... ... ... ... ...

فتلاحى القوم ثم استضحكوا

ودعا مازحهم شر دعاء

قال: فلتسلكه فيمن سلكوا

أيها المولى سبيل الشهداء

والسمة التي يتسم بها إبليس، في رسالة الأستاذ عبد الرحمن شكري، هي سمة النقد الساخر، تسري في الحديث من أوله إلى ختامه، ويدل بعضها عليها كقول إبليس عن أخلاق الإنسان والحيوان: «إنني أرى في الحيوانات العجم خصالا هي في الإنسان ضئيلة خافية، فللكلب من الوفاء والأمانة ما ليس للإنسان، وللخيل من الود والولاء ما لا يبلغ بعضه الإنسان، وللبغال والحمير من الصبر والحزم ما ليس له، وللقرود من الذكاء والفطنة وحب التقليد ما ليس له، ولو فطنتم يا بني آدم لرأيتم أن تزوجوا بناتكم من البغال والحمير والكلاب والقرود؛ لكي يكتسب نسلهن بالوراثة من حميد صفات هذه الحيوانات ... ولا تحسب أن النساء ينزعجن من هذا الزواج؛ فإنهن قد ألهمن فضائل الحيوانات، وهذا تفسير ميلهن إلى صغار الكلاب والقرود ...»

أو كقول أحد الشياطين: «... فالتفت إبليس إلي وقال: سمعت أحد الملائكة يقول لحافظ من الحافظين، وهو الملك الذي يحصي ذنوب الناس: ما لي أراك منتوف الجناحين؟ قال الملك: عافاك الله من الناس؛ فإني أستخدم ريش جناحي كما تعلم في كتابة ذنوبهم، وقد تكاثرت علي ذنوبهم حتى برت ريش جناحي وأتلفته، وأنا كلما تلفت ريشة من كثرة الكتابة نتفت من جناحي ريشة أخرى حتى نفد ريشي، ولم تنفد ذنوب الناس.»

وختم الكاتب الرسالة بكلمة عن عظم الوجود وغرور الإنسان، ونصيحة من روح الأبد يقول فيها للإنسان الذي يخاطبه: «اذهب إلى مكانك من الأرض ولا تنس الوجود؛ فإن إحساسك بعظمته فيه معاني العبادة كلها .» •••

ونظم شاعر المهجر البرازيلي الأستاذ معلوف ديوان عبقر مقسما إلى قصائد، يروي في كل قصيدة منها نبأ عن ولد من أولاد إبليس أو بعض الشياطين، فيقول مثلا عن الشيطان «داسم» إبليس النقائص:

Unknown page