وسلم" ملببا بردائه١. فاستقرأ النبي "ﷺ" كل واحد منها، فقال له: "أصبت"، ثم قال:
"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا بما شئتم".
فكانوا يقرءون بما تعلموا، ولا ينكر أحد على أحد قراءته، وكان النبي "ﷺ"، قد وجه بعضهم إلى البلدان ليعلموا الناس القرآن والدين.
ولما مات النبي "ﷺ"، خرج جماعة من الصحابة في أيام أبي بكر٢ وعمر إل ما افتتح من الأمصار، ليعلموا الناس القرآن والدين فعلم كل واحد منهم أهل مصره، على ما كان يقرأ على عهد النبي "ﷺ"، فاختلفت قراءة أهل الأمصار على نحو ما اختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم.
فلما كتب عثمان المصاحف، وجهها إلى الأمصار٣، وحملهم
_________
١ جمع ثيابه عند نحره ثم جره مخاصما له.
٢ أبو بكر الصديق ﵁ أول الخلفاء الراشدين "رضوان الله عليهم أجمعين".
٣ البصرة، والكوفة، ومكة، والشام، واليمن، والبحرين وأمسك لنفسه مصحفا الذي يقال له الإمام "النشر: ١-٨".
1 / 48