212

Husn Tanabbuh

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Investigator

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

سوريا

Genres

بالتوبة، أو الاستغفار، أو بعمل صالح آخر، أو بمرض، أو بلاء - ولو قليلًا - أو سكرات الموت، وشدة النَّزع، أو بضمة القبر، أو بهول القيامة، أو يعفو الله، ويتجاوز. فانظر فيما أمد الله به هذه الأمة من الخير، وما ضاعف لها من الأجور، وما كفَّر عنها من الأوزار مع قصر أعمارها، وقرب آجالها! وفي "الصحيحين" عن ابن عمر ﵄: أن رسول الله ﷺ قال: "إِنَّمَا بَقاؤُكُمْ فِيْمَنْ سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صلاةِ الْعَصْرِ إِلَىْ غُرُوْبِ الشَّمْسِ؛ أتىْ أَهْلُ التَّوْراةِ فَعَمِلُوْا بِها حَتَّىْ إِذا انتصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوْا، فَأُعْطُوْا قِيْراطًا قِيْراطًا، ثُمَّ أتىْ أَهْلُ الإِنْجِيْلِ فَعَمِلُوْا إِلَىْ صلاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوْا، فَأُعْطُوْا قِيْراطًا قِيْراطًا، ثُمَّ أُوْتيْنا الْقُرآنَ فَعَمِلْنا إِلَىْ غُرُوْبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِيْنا قِيْراطَيْنِ قِيْراطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتابِ: أَيْ رَبَّنَا! أَعْطَيْتَ هَؤُلاءِ قِيْراطَيْنِ قِيْرَاطَيْنِ، وَأَعْطَيْتَنَا قِيْراطًا قِيْراطًا، وَنَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا! قالَ اللهُ تَعَالَىْ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قالُوْا لا، قالَ: هُوَ فَضْلِيْ أُوْتيْهِ مَنْ أَشاءُ" (١). ٢ - ومن الحكم الحاصلة بتأخير هذه الأمة - أيضًا -: أن الأنبياء، والعارفين من الأمم السالفة أخبروا أممهم وأتباعهم ببعثة النبي ﷺ

(١) رواه البخاري (٧٠٢٩)، ولم يخرجه مسلم، قال أبو مسعود: أغفل مسلمٌ هذا الأصل فلم يخرجه. انظر: "الجمع بين الصحيحين" للحميدي (٢/ ٢٧٠).

1 / 99