80

بدت بينيلوبي متشككة للحظات، ثم جذبت صفحة ومزقتها بتحمس ونشاط.

قالت سارة: «ها قد بدأت، كل الأطفال يهوون تمزيق المجلات. أتذكر هذا جيدا.»

على المقعد الموضوع بجوار الفراش وضع صحن من كريمة القمح، بالكاد مسته وتناولت منه شيئا.

قالت جولييت: «إنك لم تتناولي فطورك، أليس هذا ما رغبت بتناوله؟»

نظرت سارة باتجاه الصحن كما لو أنها تستحضر شيئا هاما، لكنها لم تستطع أن تتذكره.

قالت: «لا أتذكر، أعتقد أنني لم أكن أريده.» وانتابتها نوبة من الضحك واللهاث: «من يدري؟ جال بذهني أنها ربما دست لي السم.»

قالت عندما استعادت هدوءها: «إنني أمزح فقط. لكن آيرين عنيفة، لا ينبغي أن نقلل من قدر تلك المرأة. أرأيت الشعر الذي يملأ ذراعيها؟»

قالت جولييت: «إنه مثل شعر القطط.» «مثل حيوان الظربان.» «علينا أن نأمل ألا يتساقط أي منه في المربى.» «لا تجعليني ... أنفجر في الضحك ثانية.»

انهمكت بينيلوبي انهماكا شديدا في تمزيق المجلات، لدرجة أنه كان بمقدور جولييت بعد فترة أن تتركها في غرفة سارة لتحمل صحن كريمة القمح وتذهب به إلى المطبخ. ودون أن تقول شيئا، شرعت في إعداد مخفوق البيض بالحليب المحلى. وكانت آيرين تغدو جيئة وذهابا حاملة صناديق المربى من المطبخ إلى السيارة. وعند السلالم الخلفية، راح سام يروي الأرض التي تحتضن حبات البطاطس المزروعة حديثا، وشرع يغني، ولكن بصوت خفيض في البداية يصعب معه تبين كلماته، ثم عندما صعدت آيرين الدرج علا صوته قائلا:

ليلة سعيدة آيرين

Unknown page