وقد جز حبل الوصل ممن تؤمل
وإن التي أحببت قد حيل دونها
فكن حازما والحازم المتحول
ففي اليأس ما يسلي، وفي الناس خلة
وفي الأرض عمن لا يؤاتيك معزل
بدا كلف مني بها فتثاقلت
وما لا يرى من غائب الوجد أفضل
يزيد وحبابة
كان يزيد بن عبد الملك من خلفاء الدولة الأموية، وكان يعشق جارية تدعى حبابة، عرفها مغنية جميلة فاشتهاها، ثم أحبها وأخلص في حبه حتى بلغ من جزعه على فقدها أن مات بعد موتها بخمسة عشر يوما.
ولا يعرف هل كانت حبابة تحبه بمقدار ما أحبها؛ فقد نشأت نشأة القيان، ولابست تلك الظروف التي تلابس تربية القيان وعشرتهن، وما فيهما من سرف في الشهوات والملذات. ومثل هذه المعيشة تبلد الحواس، وتزيل منها رقتها، وقلما يجد المحب المخلص مجازا إليها في هذه الظروف.
Unknown page