حينما دعا قومه لما بعثه الله، «لم يبعدوا عنه أول ما دعاهم»، وكادوا يسمعون له حتى ذكر طواغيتهم،
9
وهو ذات ما أوضحته رواية عن لقاء وفد قريش وفيه أبو الحكم، بأبي طالب وابن أخيه
صلى الله عليه وسلم ؛ ليطلب من محمد
صلى الله عليه وسلم
الكف عن سب أربابهم ويتركونه لإلهه؛ فكان رد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عليهم: «أي عم، أولا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟» قال: وإلام تدعوهم؟ قال: «أدعوهم أن يتكلموا بكلمة تدين بها لهم العرب، ويملكون بها العجم!» فقال أبو جهل (التسمية الإسلامية لأبي الحكم) من بين القوم: ما هي ؟ وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها. وكانت الكلمة هي الشهادة الإسلامية؛ فنفروا منه وتفرقوا.
10
وهنا تحول أرق الحزب المناوئ وترقبه، إلى تحفز واستنفار، خاصة عندما أخذت الآيات الكريمة في فواصل قصيرة مؤثرة، تؤجج الحمية القتالية، وما يحمله ذلك من احتمال وقوع المجابهة العسكرية، وتقول:
Unknown page