لكن هاشما أعطى الوضع المتأزم أبعادا جديدة، عندما دعم قوى حزبه العسكرية برجال الحرب والدم والحلقة من بني النجار والخزرج في يثرب؛ فشد الوثاق بهم بأن «تزوج سلمى بنت عمرو من بني النجار من الخزرج»؛
3
ليكون ذلك لحزب عبد الدار وعبد شمس إعلانا صريحا عن قيام التحالف بين الحزب الهاشمي وأهل الحرب اليثاربة، وترك ولده شيبة المعروف بعبد المطلب ينمو ويربو ويرضع الفروسية بين أخواله، حيث كان كل التاريخ الديني يتواتر هناك في مقدسات اليهود.
وبموت هاشم تولى أخوه المطلب منصب السقاية والرفادة والقيادة، «والمطلب كان يقال له القمر لحسنه» فيما يزعم ابن كثير.
4
ثم إنه اتبع أسلوب أخيه وسياسته في اجتذاب القلوب بالكرم والعطاء والبذل؛ فنال ألقاب المحبة والتكريم، حتى لقبوه لجوده بالفيض.
ولم يطل العمر بالمطلب سيدا؛ فقد رحل تاركا استكمال المهمة الجليلة لابن أخيه؛ ذاك العبقري الفذ شيبة بن هاشم المعروف بعبد المطلب، الذي تربى صغيرا في كنف أخواله من أهل الحرب اليثاربة، ثم تزوج بنت جناب بن كليب الخزرجي شدا للأواصر ومدا للوثاق.
5
وكان واضحا من البداية فهمه الثاقب لأبعاد الأوضاع في مكة؛ فحرص على استدامة حلف المطيبين بالزواج من بني زهرة. ومن المهم هنا أن نذكر أنه عند عودته من المدينة إلى مكة ليتبوأ مكان عمه المطلب، وجد عمه نوفلا قد وضع يده على أملاكه خارجا عن حياده مستهينا بحداثة سنه، إلا أن عبد المطلب كتب من فوره إلى أخواله بني النجار في يثرب مستنصرا:
أبلغ بني النجار أنى جئتهم
Unknown page