Tārīkh al-naqd al-adabī ʿinda l-ʿArab
تاريخ النقد الأدبي عند العرب
Publisher
دار الثقافة
Edition
الرابعة
Publication Year
١٩٨٣
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
مرذول في شعر امرئ القيس حتى تحتاج إلى اختياره " (١)؟ وهذا الغضب من ابن المنجم قد يكون له ما يسوغه لو أن كل اختيار فإنما يتم بالمفاضلة بين المقبول والمرذول، غير أن الاختيار يكون بين أشعار متفاوتة في درجات الجودة نفسها أيضا، وإذ أدرك ابن المنجم ذلك، كف عن اعتراضه (٢) .
٣ - إعادة صياغة النظريات القديمة:
قد رأينا كيف أن جهد العلماء والرواة وقف أحيانًا عند حدود البيت المفرد، أو تعداه إلى استبانة صفة عامة في طبيعة الشعر كاللين أو الفحولة، وما من ريب في أن تلك الأحكام كانت قاصرة عن ان تفي بحاجة النقد، فهي لا تستطيع أن تفسر القصيدة ولا تستطيع أن تمايز بين المستويات المختلفة في ضروب الفنون الشعرية من غزل ومدح وهجاء؟ الخ، وهي إلى ذلك كله تغفل جوانب كثيرة في الشعر يمكن للنقد أن يقف عندها وقفات طويلة. غير أن بعض نقاد القرن الثالث كانوا مخلصين للموروث الذي تلقوه عن أساتذتهم، وكانوا يرون أن الحل للمشكلات الأدبية هو تطوير النظريات التي لقنوها عن أولئك الأساتذة وإعادة صياغتها بحيث ينفتح صدرها للشمول جميع أنواع الاعتراضات الحادثة أو شمول أكثرها، متجاوزين بذلك تزمت ابن الأعرابي وإضرابه، لكن دون ان يبارحوا دائرة الشعر القديم، وفي طبيعة هؤلاء النقاد محمد بن سلام الجمحي وأبو العباس ثعلب.
(١) الموشح: ٤٣.
(٢) انظر الفصل الخاص بابن سناء الملك حيث يعرض عن اختيار شعر ابن الرومي، لسبب آخر غير الذي أثاره ابن المنجم.
1 / 77