146

Taʾrīkh al-adab al-Andalusī (ʿAṣr siyādat Qurṭuba)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Publisher

دار الثقافة

Edition

الأولى

Publication Year

١٩٦٠

Publisher Location

بيروت

Genres

إلى مثل، أو ليضمن شعره امثالا، كقوله (١):
قد صرح الأعداء بالبين ... وأشرق الصبح لذي عين ومنها وجعل في كل بيت مثلا:
وعاد من أهواء بعد القلى ... شقيق روح بين جسمين
وأصبح الداخل في بيننا ... كساقط بين فراشين
قد ألبس البغضة هذا وذا ... لا يصلح الغمد لسيفين والنحو يملي عليه ان يقول (٢):
أضحى لك التدبير مطردا ... مثل اطراد الفعل للإسم وهذه أمور ظاهرة على السطح، غير ان من تدبر تأثير ثقافته وجد روحها متغلغلا في شعره، متدخلا في كيانه، وشعره مبني على أمثال سابقة، ويتضح هذا في محاولته أن ينظم أمثلة العروض، فهو يختار بيتا من المحفوظ ويجعله أساس بضعة أبيات من نظمه، فعلى هذا البيت (٣):
" رب نار بت أرمقها ... تقصم الهندي والغارا " يبني مقطوعته:
زادني لومك إصرارا ... إن لي في الحب أنصارا
طار قلبي من هوى رشأ ... لو دنا للقلب ما طارا
خذ بكفي لا أمت غرقا ... إن بحر الحب قد فارا
أنضجت نار الهوى كبدي ... ودموعي تطفئ النارا رب نار. . . . . . . . . . . . . . . (البيت) ... ومن هذا يتضح مدى انشغاله بالمعارضة حتى انه حين شبع من معارضة الآخرين اخذ يعارض نفسه بالمحصات. فهو يعارض قصيدة مسلم بن وليد:

(١) العقد ١: ٤٦
(٢) العقد ١: ٤٦
(٣) انظر العقد ٥: ٤٤٧

1 / 150