Hikma Mutacaliya
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1981 م
ظرف التحليل مهية ناقصة لا يقتضى شيئا من الغناء والحاجة الا بما يتحد معه في الوجود ويحله عند التحليل كسائر الصور النوعية فان الجسم بما هو جسم لا يقتضى في ذاته ان يكون حيوانا ولا ان يكون غير حيوان بل كل من الاقتضائين حصل له بصوره أخرى محصله للجسمية الطبيعية فهكذا حال التعليمية وذلك لان حلول تلك الصور عندنا حلول اتحادي للجسم بما هو جسم.
عقده وحل عرشي ولك ان تقول فاذن يلزمك تجويز الخلاء في الخارج لأنه مقدار مجرد.
فاعلم أن الخلاء على تقدير وجوده ليس مجرد مقدار بل مقدار ذو وضع واقع في جهات العالم والمقدار في ذاته لا وضع له بهذا المعنى وقد مر الفرق بين الوضع الذي هو بمعنى المقولة والذي يوجد في المقادير.
ثم اعلم أن كلما يتصوره الانسان وله معنى محصل في خياله أو في عقله فيمكن وجوده في الخارج الا لمانع والمانع انما هي متحققه في هذا العالم المادي الواقع تحت الجهات القابل للمتضادات وسنقيم البرهان على وجود الصور المفارقة المقدارية في الخارج كما على وجود الصور المفارقة العقلية فيه فإذا تخيلنا الابعاد الثلاثة من غير أن يلتفت إلى شئ من المادة وأحوالها كان ذلك المتخيل جسما تعليميا ولا يوجد في الخيال الا متناهيا وإذا تخيلنا الجسم المتناهي فقد تخيلنا انقطاعه ونهايته وذلك هو السطح باعتبار كونه منقسما في الجهتين لا باعتبار التناهي لكونه عدميا والعدمي لا يقع تحت مقولة وذلك السطح باعتبار تجرده عن الأحوال المادية من الألوان والصقالة والخشونة وغيرها هو الجسم التعليمي وكذلك الخط التعليمي لكنهما لا يفترقان عن الجسم التعليمي وقد عرفت فيما مضى الفرق بين ان ينظر إلى الشئ لا بشرط ان يكون معه غيره وبين ان ينظر إليه بشرط ان لا يكون معه
Page 34