88

Hayat Masih

حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث

Genres

إن أسخف السخف أن يقال إن دينا من الأديان قام على الأعاجيب والخوارق، إن تصديق الخوارق والأعاجيب هو نفسه إيمان كأقوى الإيمان، وما خلت دعوة دينية قط من أحاديث هذه الخوارق والأعاجيب، ما يعقل منها وما لا يعقل، ولكن لم يحدث قط إقبال كذلك الإقبال الجارف الذي تلقى به الناس رسل المسيحية؛ لأنهم تلقوهم بنفوس مقفرة متعطشة، ونظروا أمامهم فرأوا قوما مثلهم يؤمنون غير مكترثين لما يصيبهم، وغير متهمين في مقاصدهم، فأصغوا إليهم، وآمنوا كإيمانهم، ولولا ثقة المسيح - عليه السلام - بهذا الإقبال لما أوصى تلاميذه أن يذهبوا حيث يستمع لهم، وينفضوا عن أقدامهم غبار كل بلد يتلقاها بالصدود والنفور.

الباب السادس

الأناجيل

الإنجيل

الإنجيل كلمة يونانية بمعنى الخبر السعيد أو البشارة، وقد تداول المسيحيون في القرن الأول عشرات النسخ من الأناجيل، ثم اعتمد آباء الكنيسة أربع نسخ منها بالاقتراع - أي بكثرة الأصوات - وهي: إنجيل مرقس، وإنجيل متى، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، مع طائفة من أقوال الرسل المدونة في العهد الجديد.

ويرجح المؤرخون المختصون بهذه المباحث أن الأناجيل جميعا تعتمد على نسخة آرامية مفقودة يشيرون إليها بحرف «ك» مختزلة من كلمة كويل

Quelle

بمعنى الأصل، ومنهم من يسمي هذه النسخة «لوجيا»

Logia

بمعنى الأقوال، ويريدون بها الأقوال الشفوية التي سمعت ثم كتبت على القول الراجح عندهم باللغة الآرامية، ويعللون اتفاق متى ولوقا في بعض النصوص باعتمادهما معا على تلك النسخة المفقودة.

Unknown page