55

Hayat Masih

حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث

Genres

وجماع القول أن الدعوة الجديدة كانت ككل دعوة جديدة غريبة مناقضة لما حولها، ولكنها تنفض عنها كل غرائبها ونقائضها إذا نظرنا إلى القبلة التي تستقبلها، فهنالك تلتقي الشعاب، ويحسن المآب.

تجارب الدعوة

استوفت الدعوة تجربتها في فترة قصيرة لم تطل أكثر من ثلاث سنوات، ولكنها كانت كافية؛ لأنها كانت في الواقع تجربتين ودعوتين، قام بهما رسولان مختلفان في الطبيعة والطريقة؛ وهما يوحنا المعمدان (يحيى المغتسل) وعيسى ابن مريم.

كان يوحنا المعمدان مثال الناسك الصارم الذي لا يحابي ولا يتردد، ينذر كثيرا ويبشر قليلا، ويضع الفأس على أصل الشجرة، ولا يبالي أن يلقي بها حطبا في الأتون.

ولد لشيخين كبيرين بعد يأس، كلاهما من سلالة الكهانة أبناء هارون: وهما زكريا وأليصابات.

وفي إنجيل لوقا شرح لقصة هذا المولد في شيخوخة الأب والأم، جاء فيه أن زكريا كان يتولى الخدمة الدينية في نوبته، فأصابته القرعة لدخول الهيكل وإطلاق البخور، فطال مكثه في المحراب، وجمهور المصلين يترقب ويتعجب، حتى عاد إليهم صامتا لا يتكلم، فعلموا أنه قد حلت به الرؤيا داخل المحراب، ثم روي أنه بصر على يمين المذبح بملك واقف، فاضطرب وعرته رجفة، فقال له الملك: «لا تخف يا زكريا، إن الله قد أجاب سؤالك، وستلد امرأتك ولدا وتسميه يوحنا، وتفرح به، ويفرح به كثيرون؛ لأنه يولد من بطن أمه ممتلئا بالروح القدس، ويرد بني إسرائيل إلى إلههم، ويتقدم بروح إيليا (إلياس) وقوته ...»

وقد ذكرت قصة زكريا في سورة آل عمران من القرآن الكريم:

هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين * قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء * قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار .

وذكرت في سورة مريم:

كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا * قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا * فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا * يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .

Unknown page