Al-Hawāmil waʾl-shawāmil
الهوامل والشوامل
Editor
سيد كسروي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
Publisher Location
بيروت / لبنان
لفظ وَلَا كل فَاعل آتِيَا بِكُل عمل. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: أما النحويون فَلَا يعللون هَذِه الْأُمُور ويذكرون أَن الشَّيْء الْمُذكر بِالْحَقِيقَةِ رُبمَا أنثته الْعَرَب والمؤنث بِالْحَقِيقَةِ رُبمَا ذكرته الْعَرَب فَمن ذَلِك أَن الْآلَة من الْمَرْأَة بِعَينهَا الَّتِي هِيَ سَبَب تَأْنِيث كل مَا يؤنث هِيَ مُذَكّر عِنْد الْعَرَب واما آلَة الرجل فلهَا أَسمَاء مُؤَنّثَة. فَأَما الْعقَاب وَالنَّار وَكثير من الْأَسْمَاء الَّتِي هِيَ أولى الْأَشْيَاء بالتذكير وَهِي مُؤَنّثَة وأمثالها فكثير. وَلَكِن الشَّمْس الَّتِي قصد السَّائِل قَصدهَا بِعَينهَا فَإِنِّي أَظن السَّبَب فِي تَأْنِيث الْعَرَب إِيَّاهَا أَنهم كَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِي الْكَوَاكِب الشَّرِيفَة أَنَّهَا بَنَات الله - تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا - وكل مَا كَانَ مِنْهَا أشرف عِنْدهم عبدوه. وَقد سموا الشَّمْس خَاصَّة باسم الْآلهَة فَإِن اللاة اسْم من اسمائها فَيجوز أَن يَكُونُوا أنثوها لهَذَا الِاسْم ولاعتقادهم أَنَّهَا بنت من الْبَنَات بل هِيَ أعظمهن عِنْدهم.
(مَسْأَلَة هَل يجوز لإِنْسَان أَن يعي الْعُلُوم كلهَا على افتنانها وطرقها وَاخْتِلَاف اللُّغَات والعبارات عَنْهَا)
فَإِن كَانَ يجوز فَهَل يجب وَإِن وَجب فَهَل يُوجد وَإِن كَانَ وجد فَهَل عرف وَإِن كَانَ جَائِزا فَمَا وَجه جَوَازه وَإِن كَانَ الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: أحد الْحُدُود الَّتِي حدت بهَا الفلسفة أَنَّهَا علم الموجودات كلهَا بِمَا هِيَ موجودات. وَلَكِن لَيْسَ على الشَّرَائِط الَّتِي ذكرتها فِي مسألتك أَعنِي قَوْلك: على افتنانها وطرقها وَاخْتِلَاف اللُّغَات بهَا والعبارات عَنْهَا فَإِن علما وَاحِدًا من بَين الْعُلُوم لَا يجوز أَن يحتوي على جَمِيع هَذِه الشَّرَائِط فِيهِ لِأَن جزئيات الْعُلُوم بِلَا نِهَايَة وَمَا لَا نِهَايَة لَهُ لَا يخرج إِلَى
1 / 303