قال: وعن الضحاك(1): الغناء مفسدة للقلب، مسخطة للرب.

وقال بعضهم: إياكم والغناء، فإنه يزيد الشهوة، ويهدم المروءة، وينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر، إلى أن قال: وروي عن الحسن البصري(2) أنه قال: ليس الدف من سنة المسلمين(3) والذي نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سمع الشعر، لايدل على إباحة الغناء، فإن الشعر كلام منظوم وغيره كلام منثور، فحسنه حسن وقبيحه قبيح، وإنما يصير غناء بالألحان.

قال: وإن أنصف المنصف وفكر في اجتماع أهل الزمان وقعود المغني بدفه، والمشبب بشبابته، وتصور في نفسه هل وقع مثل هذه الحلية والهيئة في حضرة [النبي](4) صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهل استحضروا قوالا وقعدوا مجتمعين لاستماعه؟ لاشك أنه ينكر ذلك من حال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحال أصحابه، إلى أن قال: وأما إذا انضاف إلى السماع أن يسمع من الأمرد، فقد توجهت الفتنة وتعين على أهل الديانة إنكار ذلك.

إلى أن قال: قال وكل نظرة يهواها القلب فلا خير فيها.

Page 88