109

Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

حاشية السندي على صحيح البخاري

قوله : (مروا أبا بكر فليصل بالناس) استدل به أهل السنة على خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه ووجهه أن الإمامة في الصلاة التي هي الإمامة الصغرى كانت من وظائف الإمام الكبرى فنصبه صلى الله تعالى عليه وسلم إياه إماما في الصلاة في تلك الحالة من أقوى أمارات تفويض الإمامة الكبرى إليه ، وهذا مثل أن يجلس سلطان زماننا أحد أولاده عند الوفاة على سرير السلطنة ، فهل يشك أحد في أنه فوض السلطة إليه ؟ فهذه دلالة قوية لمن شرح الله تعالى صدره ، وليس من باب قياس الإمامة الكبرى على الإمامة الصغرى مع ظهور الفرق كما زعمه الشيعة ، وقولهم : إن الدلالة لو كانت ظاهرة قوية لما حصل الخلاف بينهم في أول الأمر باطل ضرورة أن الوقت كان وقت حيرة ودهشة ، وكم من ظاهر يخفى في مثله والله تعالى أعلم. وقولها : فخرج أبو بكر فصلى معناه استمر على الصلاة بالناس أياما وقولها فوجد النبى {صلى الله عليه وسلم} من نفسه خفة أي في بعض تلك الأيام ، وليس المراد أنه وجد خفة في تلك الصلاة والله تعالى أعلم. فلا تنافي هذه الرواية الرواية الآتية. قوله : (إنكن صواحب يوسف) أي : في كثرة الإلحاح عليه صلى الله تعالى عليه وسلم. اه. سندي.

238

41 باب هل يصلي الإمام بمن حضر وهل يخطب يوم الجمعة في المطر ؟

قوله : (خطبنا إلى قوله فأمر) لا يخفى أن شرع الأذان قبل الخطبة ، وهذا لو أجرى على ظاهره لكان مقتضاه أن يكون الأذان بعد الخطبة ، فالوجه أن يحمل خطبنا على معنى أراد أن يخطبنا والله تعالى أعلم.

قوله : (كرهت أن أؤثمكم الخ) لا يخفى أنه ليس مجيئهم كذلك إيقاعا لهم في الإثم ، بل هو إيقاع لهم في المثوبة العظمى فكأن المعنى إني كرهت أن أكون سببا لوقوعكم في الإثم إن لم تحضروا فتحضرون لذلك ، ولو بمشقة كثيرة.

Page 118