100

Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

حاشية السندي على صحيح البخاري

219 رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 194

10 كتاب الأذان

1 باب بدء الأذان

قوله : (فأمر بلال أن يشفع الأذان) ظاهره يفيد أن الأمر كان عقيب مذاكرتهم اليهود والنصار بلا تراخ ، وليس كذلك فقيل في الكلام تقدير واختصار وأصله ، فافترقوا ، فرأى عبد اللهبن زيد الأذان ، فجاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقص عليه رؤياه فصدقه فأمر بلال الخ ، ولا يخفى أن المعهود تقدير الجمل إذا دل عليها قرينة مثل قوله تعالى : {فأرسلون يوسف أيها الصديق} فإن تقديره فأرسلوه ، فجاء يوسف فقال له يوسف أيها الصديق ، ولا يظهر ههنا قرينة سوى خصوص الواقع ، والواقع لا يصلح قرينة كما لا يخفى ، والأظهر ههنا كلمة ثم فكأن الفاء وقعت موقعها أو لأن مذاكرتهم واجتماعهم ذلك لما صار سببا مفضيا إلى الرؤيا ، وما ترتب عليها من أمر بلال اعتبر كأن بداية الأمر كانت من عند ذلك ، فذكر الأمر بالفاء ويحتمل أن الفاء لأفادة السببية والله تعالى أعلم.

220

ثم قوله أن يشفع الأذان محمول على التغليب ، وإلا فكلمة التوحيد مفردة في آخره ، وقوله ويوتر الإقامة لعل معناه أن تجعل على نصف الأذان فيما يصلح للانتصاف ، فلا يشكل بتكرار التكبير في أولها ولا بكلمة التوحيد في آخرها والله تعالى أعلم.

Page 109