142

Harakat Tarjama Bi Misr

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

Genres

ألفها

Fénelon

أحد مشهوري الكتاب الفرنسيين في القرن السابع عشر، أي في العصر الكلاسيكي، ويعلم الجميع أن اللغة الكلاسيكية الفرنسية عسيرة الفهم لمن لا يتقن لغته؛ إذ كان يتفنن فحول الكتاب الفرنسيين في صوغ أرق الأساليب؛ ليعبروا عن أفكارهم. حقا إنه تصرف كثيرا في ترجمته الرواية، أو بمعنى آخر تجنب الترجمة الحرفية، وهذا التصرف لا يدل على عجزه في إدراك المعاني؛ إذ يغلب على الظن أنه تجنب الترجمة الحرفية ليسهل إدراك المعنى تمام الإدراك، وإليك أنموذجا من «التيليماك»:

Télémaque lui répondit: O vous, qui que vous soyez, mortelle ou déesse (quoi qu’a vous voir on ne puisse vous prendre que pour une divinité), seriez-vous insensible aux malheurs d’un fils qui, cherchant son pere a la merci des vents et des flots, a vu briser son navire contre vos rochers .

فأجابها تليماك بقوله: أيتها الملكة، ارفقي بحالة ولد يبحث عن أبيه عرضة للأخطار والأمواج والعواصف التي كسرت سفينته على شواطئ جزيرتك بعد أن قاسى ما قاسى من الأهوال، وقذفته المقادير إلى أمام حضرتك.

ويبدو أن هذا النموذج لا يظهر كفاية رفاعة بك في الترجمة، وأن ترجمة الكتب المدرسية لا تحتاج إلى فن وقدرة ممتازة، ولكن الواقع أن نبوغ رفاعة بك ظهر بوضوح في ترجمة الكود ومصطلحاته الفنية. «فإن الحكومة حينما فكرت في إصلاح النظام القضائي في عهد إسماعيل مهدت إلى ذلك بتعريب القوانين الفرنسية المعروفة بالكود، وهي مهمة شاقة تحتاج إلى اطلاع واسع في القوانين الفرنسية وأحكام الشريعة الإسلامية؛ لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي، وتحتاج أيضا إلى علم غزير وصبر في العمل وإلمام تام بأسرار اللغتين الفرنسية والعربية. فلم تجد الحكومة من يضطلع بهذه المهمة سوى رفاعة بك وتلاميذه»،

48

وإليك ترجمة لمادتين من الكود نقلناها دون تخير:

Art. 150

Si le pére et la mére sont morts ou s’ils sont dans l’impossibilité de manifester leur volonté, les aieuls et aieules les remplacent; s’il y a dissentiment entre l’aieule de la meme ligne, il suffit du consentement de l’aieul. S’il y a dissentiment entre les deux lignes, ce partage emportera consentement .

Unknown page