فأجاب العجوز بحنق: يريد أن يرجع عهد الناجي، أليس كذلك ؟ - نعم. - أن يسود الحرافيش ويستذل الوجهاء ويجعلنا أضحوكة بين الحواري!
فقال له دنقل بكآبة: لقد هدد بالتخلي عن الفتونة.
فهتف مجاهد إبراهيم: ليس الآن، ليبق الصورة والأمل حتى نطمئن تماما إلى أن الحرافيش لم يعودوا إلا الحرافيش فقط، وأنهم نسوا تماما هبتهم الجنونية. حققوا له نصف مطالبه.
فقال حميدة ساخطا: الكل أو لا شيء، ذلك مطلبه!
فتفكر مجاهد إبراهيم مكفهرا، ثم قال بإصرار: فليبق فتوة فترة أخرى ولو بالقوة والقهر!
34
وزار دنقل وحميدة فتح الباب في مسكنه المتواضع. انفردا به وقال له دنقل: نحن نبذل الجهد ولكننا نلقى عقبات كالجبال، ورجال العصابة غاضبون، يتوعدون بالشر والدم.
فتمتم فتح الباب بذهول: ولكنكما أقوى الرجال! - هم الكثرة وهم الغدر.
فقال بإصرار: سأتخلى عن الفتونة!
فقال حميدة: لا نضمن لك الحياة إن فعلت.
Unknown page