327

وتساءل عبد ربه: لو سلمنا بأنها مئذنة فأين الجامع؟

فلم يجب، فقال راضي: كلفتنا مبلغا طائلا.

وعاد الأب يسأل: ما معنى هذا يا بني؟

فضحك جلال وقال: الله أعلم. - منذ تم بناؤه ولا حديث للناس سواه.

فقال جلال بازدراء: لا تهتم بالناس، إنه من النذر يا أبي، وقد يرتكب الإنسان حماقات كثيرة ليبلغ في النهاية حكمة فريدة.

وهم الأب بمعاودة السؤال، ولكنه سبقه بنبرة قاطعة: انظر، ها هي المئذنة، سيفنى كل شيء في الحارة وتبقى هي. اطرح عليها أسئلتك وسوف تجيبك إذا شاءت.

63

وانفرد بالمعلم عبد الخالق العطار وسأله بجدية مخيفة: ماذا ظننت باعتزالي؟

فقال الرجل بصدق وقلبه يخفق بالخوف: رددت قولك بلا زيادة. - وماذا ظننت بالمئذنة؟

فقال الرجل بعد تردد: لعلها من النذر يا معلم.

Unknown page