257

فقال نوح الغراب: الطلاق في مثل هذه الحال عجز.

وراح عبد ربه الفران يتساءل: من قال إن الزواج نصف الدين؟ ألا إنه نصف الكفر!

29

مضى عبد ربه مترنحا في الظلام حتى وقف تحت دار رئيفة هانم. جاش صدره بالخمار والغضب. تصارعت في قلبه المحتقن تقاليد الرجولة وهمسات الحب المستبدة. وبصوت غليظ متحشرج صاح: انزلي يا بنت يا زهيرة.

وجعل يخور وهو يترنح، ثم يعاود الصياح: معي نار الفرن وشياطين القبو.

وفتحت نافذة فأطل منها الشيخ خليل الدهشان شيخ الزاوية وتساءل بغضب: من المجنون ؟ - أنا عبد ربه الفران. - انجر يا سكران يا رجيم. - أريد زوجتي والشرع معي! - كفاك عربدة وتهجما على دار الطيبين! - من ينصفني إذن إلا إبليس؟

فصاح به: عليك اللعنة.

انقض على باب الدار وجعل يضربها بقبضته حتى لحق به جبريل الفص شيخ الحارة، فشده من ذراعيه وهو يقول: اخرس يا مجنون، سر معي، سأكون شفيعك لدى الهانم!

30

وجد جبريل الفص رئيفة هانم غاضبة ثائرة. أصبحت المعركة بينها وبين عبده الفران بعد أن كانت بين زهيرة وبينه. قالت بحدة: الفران الحقير!

Unknown page