256

28

جلس عبد ربه في الخمارة يعب من القرعة ويجفف شاربه بكم جلبابه الأزرق. لا حديث له إلا زهيرة. قال: هربت ومعها الولد.

فقال أحد السكارى: أنت خرع.

فهتف محتجا: رئيفة هانم تشجعها!

فقال له الخمار سنقر الشمام: تصرف كرجل. - ماذا تعني؟ - طلقها!

فتقلص وجهه وقال: أحقر شعرة في جسدي تستطيع أن تقتل امرأة.

فقهقه نوح الغراب الفتوة وصفعه على قفاه مداعبا وهو يقول: يا عنترة!

فباخ غضبه وقال بخشوع: من معلمي الأكبر تجيء المشورة.

فقال نوح الغراب وقد احمرت عيناه بالخمر والسطل: دسها بقدمك حتى تصير خرقة بالية.

أما جبريل الفقي شيخ الحارة فقال: في الطلاق راحة للبال.

Unknown page