28
جلس عبد ربه في الخمارة يعب من القرعة ويجفف شاربه بكم جلبابه الأزرق. لا حديث له إلا زهيرة. قال: هربت ومعها الولد.
فقال أحد السكارى: أنت خرع.
فهتف محتجا: رئيفة هانم تشجعها!
فقال له الخمار سنقر الشمام: تصرف كرجل. - ماذا تعني؟ - طلقها!
فتقلص وجهه وقال: أحقر شعرة في جسدي تستطيع أن تقتل امرأة.
فقهقه نوح الغراب الفتوة وصفعه على قفاه مداعبا وهو يقول: يا عنترة!
فباخ غضبه وقال بخشوع: من معلمي الأكبر تجيء المشورة.
فقال نوح الغراب وقد احمرت عيناه بالخمر والسطل: دسها بقدمك حتى تصير خرقة بالية.
أما جبريل الفقي شيخ الحارة فقال: في الطلاق راحة للبال.
Unknown page