112

Haqiqat al-Iman

حقيقة الإيمان

Genres

وقد فرق النبي ﷺ رسله إلى الناس، فرجاك لما لم يرجهم له، وأمنك على ما أخافهم عليه، بخير سالف وأجر ينتظر، فقال النجاشي: أشهد بالله أنه النبي الأمي الذي ينتظره أهل الكتاب، وأن بشارة موسى براكب الحمار، كبشارة عيسى براكب الجمل، وأن العيان ليس بأشفى من الخير. ويقول في رده على الرسول ﷺ: "أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله، فيما ذكرت من أمر عيسي، فورب السماء والأرض إن عيسى لا يزيد على ما ذكرت تفروقًا (١)، إنه كما ذكرت وقد عرفنا ما بعث به إلينا، وقد عرفنا ابن عمك وأصحابك، فأشهد أنك رسول الله صادقًا مصدقًا وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين. وتوفي النجاشي سنة تسع، وأخبر رسول الله ﷺ بموته ذلك اليوم، فخرج بالناس إلى المصلى فصلى عليه وكبر أربعًا. قلت: وهذا وهم والله أعلم، وقد خلط راويه ولم يميز بين النجاشي الذي كتب إليه يدعوه فهما اثنان، وقد جاء ذلك مبينًا في صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ كتب إلى النجاشي وليس بالذي صلى عليه " (٢) . ٤- جاء في زاد المعاد جـ٣ص٦٢ في كتابه ﷺ إلى ملك عمان: "فسألني أين كان إسلامك (٣)، قلت عند النجاشي، وأخبرته أن النجاشي قد أسلم، قال فكيف صنع قومه بملكه؟ فقلت: أقروه واتبعوه، قال: والأساقفة والرهبان تبعوه؟ قلت نعم.." إلى أن يقول:

(١) التفروق: غلافة بين النواة والقشر. (٢) "زاد المعاد" جـ٣ ص ٦٠، ٦١. (٣) يقصد عمرو بن العاص.

1 / 112