187

Haqaiq Tawil

حقائق التأويل

Investigator

شرح : محمد رضا آل كاشف الغطاء

فصل (ومن دخله كان آمنا) واختلف الناس في قوله تعالى: (ومن دخله كان آمنا)، فبعض العلماء ذهب إلى أنه أمان كان وانقطع، وبعضهم ذهب إلى أنه أمان مستمر غير منقطع، ثم اختلفوا: فمنهم من يقول: إنه أمان على الخصوص، ومنهم من يقول: أمان على العموم ومنهم من جعله من جملة الآيات وتفسيرا لما أجمله تعالى من قوله: (فيه آيات بينات)، ومنهم من جعله ابتداء حكم.

واختلفوا بعد ذلك: فمنهم من جعله خبرا، ومنهم من جعله تعبدا وأمرا.

فمن قال: إن هذا الأمان إنما كان في الجاهلية دون الاسلام، فإنما عنى به دفع الله سبحانه عن ساكنه وداخله ظلم الظالمين واعتداء الجبارين، وما وقص NoteV00P187N01 تعالى من رقاب البغاة دونه، وجذ NoteV00P187N02 من أيدي الظلمة عنه، حتى أن ذلك كالعادة المستمرة: تجري على اتساق وتسري بلا انقطاع وتستبطأ إذا تأخرت بعض التأخر، ثقة بأنها جارية على أذلالها NoteV00P187N03 وواقعة على عاداتها، لا شك في ذلك وإن أبطأت يسيرا وجنحت قليلا. وقال أيضا صاحب هذا القول: (إن الله سبحانه جعل أمن من دخله - على ذلك العهد - من الانس والوحش، آية

Page 187