١٠ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَشْرُ سِنِينَ حَجَّ، وَهِيَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ، فَلَمَّا ذَبَحَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَلَبِسَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَبَنُو عَمِّهِ يَنْزِعُونَ مِنْهَا الْمَاءَ، فَأَمَرَهُمْ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ دَلْوًا مِنْهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ يَتَّخِذُوهَا النَّاسُ سُنَّةً لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ»، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَرَدِيفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ وَقَفَ لِلنَّاسِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَاعْقِلُوهُ، فَإِنِّي لَا أَرَى لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ فِي هَذَا الْمَوْقِفِ بَعْدَ عَامِي هَذَا، أَلَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمٍ حَرَامٍ، أَوْ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، أَوْ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ، أَلَا وَإِنَّ حُرْمَةَ دِمَائِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَأَعْرَاضِكُمْ، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، وَأَوَّلُهَا مَوْضُوعٌ رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَلَا وَكُلُّ دَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ مَوْضُوعٍ مِنْهُ دِمَاءُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَدَمُ آدَمَ بْنِ رَبِيعَةَ - كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ -، أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، أَلَا وَإِنَّ النَّسِيءَ ⦗٦٥⦘ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، أَلَا وَإِنَّ الزَّمَانَ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، أَلَا وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، أَوَّلُهَا رَجَبٌ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَشَعْبَانَ، وَثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ، أَلَا وَإِنَّ الشَّهْرَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، يَعُدُّهُ بِيَدِهِ، فَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ عَشْرًا وَعَشْرًا، وَمَرَّةً بِكَفَّيْهِ تِسْعًا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ الْمَوَارِيثَ فَأَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ، لَا عَلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِهِنَّ شَيْءٌ، إِنَّمَا آتَيْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَهُنَّ حَقٌّ عَلَيْكُمْ فِي بُضْعِهِنَّ، وَرِزْقِهِنَّ، وَكِسْوَتِهِنَّ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ، وَلَا يُدْخِلْنَ بُيُوتَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ إِلَّا بِإِذْنِكُمْ، فَإِنْ فَعَلْنَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّ أَنْ تَهْجُرُوهُنَّ وَتَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَاعْقِلُوهُ، فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ مَا إِنِ اسْتَمْسَكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ⦗٦٦⦘، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ، أَلَا وَالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَلَا مَالُهُ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَلَا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ، وَلَا تَظَّالَمُوا، وَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، فَإِنِّي إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ﷿، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»
1 / 64