فلا تتكل إلا على ما فعلته ... ولا تحسبنّ المجد يورث بالنسب
وليس يسود المرء إلا بنفسه ... وإن عدّ آباء كراما ذوي حسب
إذا المرء لم يثمر وإن كان شعبه ... من المثمرات اعتدّه الناس في الحطب
وقال آخر يهجو رجلًا شريفًا
من كان يعمر ما شادت أوائله ... فأنت تهدم ماشادوا وماسمكوا
ما كان في الحق أن تأتي فعالهم ... وأنت تحوي من الميراث ما تركوا
وقال آخر
يزين الفتى أخلاقه ويشينه ... وتذكر أخلاق الفتى وهو لا يدري
وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي
وإني رأيت الوسم في خلق الفتى ... هو الوسم لا ما كان في الشعر والجلد
وقال أبو الطيب مقتفيًا أثره ومصدقًا خبره
وما الحسن في وجه الفتى شرفًا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقال بعض من له في الحكمة فصل المقال منبها على ما تدرك به رتبة الكمال الانسان التام من نزع عن نفسه ربقة المساوي والملاوم وبذ بمجده المساوي والمقاوم وهذا الحد قلما ينتهي إليه انسان وإذا انتهى الانسان إلى هذا كان بالملائكة أشبه منه بالناس لأن الانسان مضروب بأنواع الشر مستول عليه وعلى طبعه ضروب النقص والكمال وإن كان بعيدًا لا ينال فإنه ممكن وذلك إن الانسان إذا صرف عزيمته وأعطى الاجتهاد حقه كان ممكنًا وهو أن يكون راغبًا بجميع مناقبه وخصائصه متيقظًا لصرف معايبه ونقائصه واردة طرائقه شرعة المكارم الصافية رافلة خلائقه في أبراد المحامد الضافية
1 / 14