Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genres
وأورثهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق ولا يغيب عنهم خفي، وأجعلهم حججي على خلقي وبريتي، والمؤمنين القائلين بوحدانيتي. ثم أخذ الله تعالى الشهادة عليهم بالربوبية له والوحدانية، ثم بعد ذلك أخذ عليهم العهد بانتجاب (1) محمد (صلى الله عليه وآله) وبنبوته، وأراهم [أن] الهداية معه، والنور له، والإمامة في آله [تقديما] لسنة العدل (2)، وليكون الإعذار متقدما، حتى لا يكون لهم الحجة على الله تعالى، ثم أخفى الله الخليقة في غيبه، وغيبها في [مكنون] علمه، ثم نصب العوالم، وبسط الزمان، ومرج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، وقطر عرشه على الماء، فسطح الأرض على ظهر الماء، ثم استجابها إلى الطاعة، فأذعنت بالإجابة.
ثم أنشأ الله تعالى الملائكة من أنوار ابتدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحيده نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) فشهده في أهل بعثته في الأرض (3)، فلما خلق آدم أبان فضله للملائكة، وأراهم ما خصه (به) من كرامته، وعلمه حيث عرفهم عن ذلك بإنبائه إياهم أسماء الأشياء، فجعل الله آدم محرابا وكعبة، وبابا وقبلة، أسجد إليها ملائكته والأنوار الروحانيين (4)، ثم نبه آدم [على] مستودعه (5)، وكشف له عن خطر ما (6) ائتمنه عليه بعد أن سماه إماما عند الملائكة، وكان حظ آدم من الخير بيان نطفته
Page 194