كتابَه إلى رسول الله ﷺ الذي كان كتبه له. فقال: دونك يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: اقرأه يا غلام، وأعْلِنْ؛ فلمَّا قرأ كتابه استخبره، فأخبروهم الخبر، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: كيف أصنع بالقتلى؟ - ثلاث مرَّات -. فقال رفاعة: أنت يا رسول الله أعلم، لا نحرِّم عليك حلالًا، ولا نُحَلّل لك حرامًا، فقال أبو زيد بن عمرو: أطلِق لنا يا رسول الله مَنْ كان حيًّا، ومَا قُتِلَ فهو تحت قَدَمي هذه. فقال له رسول الله ﷺ: صدق أبو زيد، اركب معهم يا عليّ. فقال له عليٌّ ﵁: إنَّ زيدًا لن يُطِيعني يا رسول الله، قال: فخُذ سيفي هذا، فأعطاه سيفه. فقال عليٌّ: ليس لي يا رسول الله راحلة أركبها، فحملوه على بعير لثعلبة بن عمرو، يُقال له مِكْحَال، فخرجوا، فإذا رسولٌ لزيد بن حارثة على ناقة من إبل أبي وبر، يُقال لها الشمر، فأنزلوه عنها، فقال: يا عليّ! ما شأني؟ فقال: ما لهم عرفوه فأخذوه، ثُمَّ ساروا فلقوا الجيش بفيفاء الفحلتين"١.
فقال علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - لزيد بن حارثة:
[١٩] "إنَّ رسول الله ﷺ يأمرك أن تردَّ على هؤلاء القوم ما كان بيدك من أسير أو سبي أو مال. فقال زيد: علامة من رسول الله! قال علي: هذا! فعرف زيد السيف، فنَزل فصاح بالنَّاس، فاجتمعوا