382

Ghazwat Muʾta waʾl-sarāyā waʾl-buʿūth al-nabawiyya al-shamāliyya

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

المبحث الثّاني: تاريخ السّريّة:
أكثر الروايات تحدَّثت عن تجهيز البعث في عهد المصطفى ﷺ، ثُمّ أفاضت في الحديث حول مرض النّبيّ ﷺ، ثُمّ وفاته، وتوقَّفت دون أن تشير إلى بقية أخبار البَعْث. ففي رواية عروة، والزهري، وموسى بن عقبة قالوا:
[٧] "قدم رسول الله ﷺ المدينة، - يعني من حجّة الوادع - فعاش بالمدينة حين قدمها بعد صدرة المحرَّم، واشتكى في صفر، فوعك أشد الوعك ... ". ثُمّ ذكروا حديثًا طويلًا حول مرضه ﷺ إلى أن قالوا: "وكان أُسامة بن زيد قد تجهَّز للغزو، وخرج في ثقله إلى الجرف، فأقام تلك الأيام بشكوى رسول الله ﷺ، وكان رسول الله ﷺ قد أمَّره على جيش ... " إلى أن قالوا: "فجلس رسول الله ﷺ إلى ذلك الجذع، واجتمع إليه المسلمون يسلمون عليه، ويدعون له بالعافية، ودعا رسول الله ﷺ أُسامة بن زيد، فقال: اغدُ على بركة الله والنصر والعافية، ثُمَّ أغِر حيث أمرتُك أن تُغير. قال أُسامة: يا رسول الله! قد أصبحت مُفيقًا، وأرجو أن يكون الله ﷿ قد عافاك، فائذن لي، فأمكُثَ حتّى يشفيك الله، فإنّي إن خرجت وأنت على هذه الحال، خرجت وفي نفسي منك قرحة، وأكره أن أسأل عنك الناس. فسكت رسول الله ﷺ، وقام، فدخل بيت عائشة ... "، إلى قالوا: "ووعك رسول الله ﷺ حين رجع أشد الوعك، واجتمع إليه نساؤه، وأخذ بالموت ...

1 / 464